تنطلق في جامعة زايد اليوم، برامج تعليم اللغة والثقافة الصينية التي ينظمها معهد كونفوشيوس كل عام بانتظام منذ إنشائه بالجامعة في يوليو عام 2010 في إطار شراكة بين جامعة زايد وجامعة بكين للدراسات الأجنبية في الصين، والتي تستضيف بدورها مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية.
ومعهد كونفوشيوس، الذي يستمد اسمه من الفيلسوف والمعلم الصيني القديم كونفوشيوس، هو منظمة غير ربحية تستهدف توسيع نطاق دراسة اللغة الصينية وآدابها وثقافتها ونشرها حول العالم، وكذلك تعزيز برامج التعاون والتبادل الثقافي والتعليمي بين الصين وغيرها من البلدان.
ونظم فرع المعهد في جامعة زايد قبل أيام فعاليات احتفالية بمناسبة بدء التسجيل للدراسة فيه وذلك في الصالة المركزية "بروميناد" بكل من مبنى الطلاب ومبنى الطالبات في فرع الجامعة بأبوظبي.
واستقطبت الفعاليات أعداداً كبيرة من الدارسين والدارسات الجدد، الذين سيتلقون على مدار العام الدراسي دروساً نظامية في اللغة الصينية في صفوف منفصلة بكلا المبنيين على حدة ويحصلون على شهادات إجادتها بحسب مستويات تقدمهم فيها.
وأكد سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد بهذه المناسبة اهتمام الجامعة بتعزيز وتطوير المهارات اللغوية لطلبتها بحيث لا تقف عند حدود اللغتين العربية والإنجليزية، بل تتعداهما لتشمل إجادة لغات أخرى، الأمر الذي يساهم في مزيد من الانفتاح على ثقافات وشعوب العالم.
وقال إن معهد كونفوشيوس، وكذلك معهد الملك سيجونغ المتخصص في اللغة والدراسات الكورية، وما قد يستجد من معاهد لغات أخرى تحتضنها الجامعة، هي بمثابة مراكز ثقافية تساعد على توسيع الحوار والتفاعل الخلاق بين الشعب الإماراتي والشعوب الأخرى، فهي لا تتوقف عند تقديم مساقات لغوية تعليمية، وإنما تنظم فعاليات تتيح الفرص للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة للتعرف على تاريخ وثقافة وعادات تلك الشعوب، وذلك عن طريق تنظيم واستضافة العديد من الأحداث الثقافية والاجتماعية والمحاضرات والندوات.. كذلك فإنها تدعم تطوير علاقات استراتيجية مستقبلية بين قطاعات الأعمال المختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة ونظائرها في البلدان الأخرى، مشيراً إلى أن الجامعة تبنت إقامة هذه المعاهد بهدف العمل على دعم الأولويات الاستراتيجية للتنمية في دولة الإمارات.
وأضاف أن هذه المعاهد ستعزز المكانة الأكاديمية لجامعة زايد وتضعها في مرتبة متقدمة بين أرقى المؤسسات التعليمية والجامعات في العالم، موضحاً أن الرؤية التي تنطلق منها إقامة هذه المعاهد هي تشجيع طلبة وطالبات جامعتنا على اكتساب وإجادة لغة ثالثة إلى جانب العربية والإنجليزية، مما يشجعهم على زيادة التفاعل مع العالم والتحاور مع مختلف الثقافات.
ومن جهتها، أوضحت الدكتورة ويبينغ غو مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة زايد أن الدراسة بالمعهد اختيارية، ولا تُحسَب علاماتها ضمن المعدل التراكمي لدرجات الطالب، مشيرة إلى أن المعهد سيقدم لطلبته هذا العام باقة من البرامج التي صممت بمنهجية فائقة لتطوير مهاراتهم واهتماماتهم باللغة والثقافة الصينية، وتستجيب للاستعدادات الخاصة لكل طالب، موضحة أن المعهد لا يقصر رسالته على طلبته داخل الجامعة فقط وإنما يمد مظلة نشاطه إلى كل من يرغب في تعلم الصينية من خارج الحرم الجامعي.
ونوهت هنا بأن معهد كونفوشيوس بجامعة زايد ساعد في تدريب متطوعين من دولة الإمارات عملوا في معرض شنغهاي إكسبو الذي أقيم في أكتوبر 2010، كما أنه يقدم للدارسين فيه منحاً تعليمية للدراسة في الصين.
وأضافت أن الأمر لا ينتهي عند تعليم اللغة وإنما يقوم المعهد بمبادرات تثقيفية أخرى تشمل استضافة محاضرات عامة وتنظيم رحلات دراسية للطلبة إلى الصين لمن يرغب في تعلم اللغة والثقافة الصينية هناك، موضحة أن معهد كونفوشيوس يعمل كجسر تواصل فعال بين دولة الإمارات العربية المتحدة والصين.