الشيخ خليفة هو أكبر أبناء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ، وهو امتداد له ، و انطلاقاً من ملازمة القائد مؤسس الدولة و بانيها ، استلهم خليفة رؤية الراحل الكبير و حكمته في القيادة ، و القرب من المواطنين و المقيمين على أرض الإمارات – وهذا القرب جعل حياته حافلة بأنشطة مختلفة و متعددة تلبية لإدراكٍ عميق بأن بناء الوطن لا يقوم إلاّ على أكتاف أبنائه المخلصين . وكان لظروف الحياة القاسية في الخمسينات و الستينات تأثيرها الواضح في صقل شخصيته و اتسامها بالتواضع و المروءة والكرم و حسن الاستماع للجميع.
يقول سمو الشيخ خليفة ، مستعيداً ذكريات تعيينه ممثلاً لسمو حاكم أبو ظبي في المنطقة الشرقية و رئيساً للمحاكم فيها : "لا أذيع سرا إذا قلت إ نني لم أعرف مسبقا بالقرار الذي اتخذه صاحب السمو الوالد، ورغم أنني كنت يومها في مقتبل العمر ولم أتجاوز عشرين عاما ، إلا أنني كنت أعي تماما جسامة هذه المسؤولية وما تعنيه من واجبات عظيمة".
وكان في لقاءاته و أحاديثه قريباً ومحبوباً من الجميع . وتتعدد الفئات التي تتردد على مجلس الشيخ خليفة بشكل شبه يومي ، إذ تضم مديري الدوائر الحكومية وأعيان البلاد ورجال الأعمال، فضلا عن الزوار الذين يشكل ولي العهد جزءا رئيسيا من برنامج زيارتهم. والميزة في مجلس الشيخ خليفة أن قسما من الحضور هم من فئات مختلفة ، تتشكل منهم معظم القيادات الإدارية والفنية لدوائر حكومة أبوظبي ، مما يجعل سموه على اتصال مباشر مع كافة فئات المجتمع و قياداته .
تتواصل بانتخاب المجلس الأعلى للاتحاد بالاجماع لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة مسيرة البناء والتقدم التي ارسى صروحها وبنى نهضتها وعزتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
فصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يمتلك تجربة ثرية وخبرة واسعة اكتسبها من معايشته وملازمته عن قرب لوالده مؤسس الدولة خلال مختلف مراحل العمل الوطني فتشرب بما يتمتع به القائد من تفرد في القيادة والزعامة وحنكة في مباشرة مسؤوليات الحكم. ويقول صاحب السمو الشيخ خليفة في حديث صحافي في عام 1990: " كان والدي المعلم الذي اتتلمذ على يديه كل يوم واترسم خطاه واسير على دربه واستلهم منه الرشد والقيم الأصيلة والتذرع بالصبر والحلم والتأني في كل الأمور".
وأنجز صاحب السمو الشيخ خليفة بهمة واقتدار كافة المهام التي اوكلت اليه في مختلف المناصب الرئيسية التي شغلها خلال مراحل بناء نهضة إمارة أبوظبي ومن ثم دولة الامارات العربية المتحدة ، حيث ترك بصمات واضحة للمنجزات التي تحققت والتي أصبحت ماثلة للعيان اليوم. وتحولت أبو ظبي خلال سنوات معدودة إلى مدينة عصرية تضاهي العديد من عواصم العالم في الدول المتقدمة.
أنشأ صاحب السمو الشيخ خليفة دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية التي تترجم مفهوما فلسفيا عميقا في توزيع الثروة على المواطنين في صور شتى ومجالات عديدة وزيادة دخولهم ورفع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي. وترتكز فكرة هذا المشروع على أن تقوم دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية بتقديم كفالة مالية ضخمة لكل مواطن يحصل على قطعة أرض حيث تتولى الدائرة بناءها والاشراف على تأجيرها ومنح المواطن 30 بالمائة لسداد قيمة القرض و10 بالمائة لأعمال الصيانة حتى يكتمل سداد قيمتها ومن ثم تمليكها بالكامل للمواطن المستحق.
وأسهمت دائرة الخدمات كذلك بدور كبير في النهضة العمرانية في البلاد وبلغ اجمالي الاستثمارات في المشاريع التي نفذتها منذ إنشائها في العام 1981 أكثر من 35 مليار درهم انجزت خلالها أكثر من ستة الاف من الأبراج والبنايات الحديثة في مختلف مناطق إمارة أبوظبي.
و إيماناً من سموه بأهمية دور القوات المسلحة بمختلف المجالات ، أكد سموه في تصريحات مهمة في 14 يناير 2004 أن دولة الامارات تحرص كل الحرص على أن تواكب القوات المسلحة المستجدات العسكرية العالمية في مجال التخطيط والتنظيم والتدريب وصناعة المعلومات من أجل الحفاظ على مكانتها بين الجيوش المتطورة. وقال إننا مستمرون في جهودنا من أجل إ حداث نقلة نوعية حقيقية تتيح الوصول بقواتنا المسلحة إلى أقصى درجات الكفاءة والاستعداد والفعالية.
ولد سموه في عام 1948م بمدينة العين في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي وهو نموذج مشرف لأفراد أسرة آل نهيان بكل أصالته ومعدنه النفيس مما جعله أخا لكل مواطن نظراً لتواضعه الجم ؛ كما انه صديقا للجميع بخلقه السامي - فالشيخ خليفة يلقاك دائما بابتسامة عريضة، يشرق بها وجهه..وبحفاوة تخال معها أنك تعرفه منذ سنوات طويلة، ويستقبلك بحرارة دون إن يعرف مسبقا من تكون، فأنت عنده إنسان بذاتك،وليس بمنصبك أو جاهك، ويعطيك انتباهه،ويستمع إليك بأذن صاغية.
ويرجع الفضل في تشكيل وجدان الشيخ خليفة وأخلاقياته وفكره إلى والده، إذ حرص خليفة - منذ صغره- على ملازمة والده وتتلمذ عليه في القيادة والسياسة وفتح مجلسه لكل من يريد أن يلقاه وأكرم وفادة الصغير قبل الكبير، لا يقبل أن يخرج مواطن من عنده دون أن ينظر هو شخصيا أو أحد معاونيه المباشرين بأمره ويستجيب لمطلبه ، ويؤمن حاجته ، ويمد له يد العون بصبر وأناة.
وفي مختلف المناصب الرئيسية التي تولاها سواء على مستوى إمارة أبوظبي أو على الاتحاد تصدى سموه بهمة واقتدار لمسؤولياته الوطنية واستطاع أن يترك فيها جميعا بصماته الواضحة، وان يؤدي للبلاد من خلالها اجل الخدمات، وكان تولى سموه لهذه المناصب على النحو التالي:
• تولى سموه منصب ولاية العهد في أول فبراير 1969م ، و قد نص مرسوم التعيين على أن هذا الاختيار جاء متماشيا مع " ما يعهده الجميع في سموه من حكمة ودراية وإلمام".
• لقد بارك جميع أفراد أسرة آل نهيان هذا الاختيار الموفق،وقاموا بمبايعة خليفة بن زايد. كما كان لهذا الاختيار أطيب الأثر في نفوس المواطنين لما عرفوه عن سموه من رجاحة العقـل وبعـد النظر وكريم الخصال وآيـات النضج المبكر.
• وفي الثاني من فبراير سنة 1969م عند بداية تشكيل قوة دفاع أبو ظبي- التي أصبحت فيما بعد نواة لجيش الأمارات العربية المتحدة - عين الشيخ خليفة رئيسا لدائرة الدفاع ، وتابع سموه بنفسه مراحل بناء هذه القوة وتطويرها.
• وفي أول يوليو 1971م عندما صدر قانون إعادة التنظيم الحكومي في إمارة أبوظبي عين سموه رئيسا لمجلس وزراء أبوظبي ووزيرا للدفاع والمالية، فأسهم في ظل والده مساهمة فعالة في كل النشاطات التي تستهدف تحقيق الرفاهية للمواطنين ، وبناء ركائز المجتمع على أسس متينة ، وتنفيذ العديد من الإنجازات الحضارية في الإمارة.
• وفي الثاني من ديسمبر 1971م بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة-عين الشيخ خليفة بن زايد نائبا لرئيس مجلس وزراء الاتحاد.
• وترأس سموه منذ20/1/1974م المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، وقد شكل هذا المجلس بدلا من مجلس وزراء أبوظبي، في أعقاب القرار الذي اتخذه سمو الحاكم بإلغاء هذا المجلس وضم بعض وزارات أبو ظبي إلى حكومة الاتحاد ضمن خطواته الحكيمة لدعم الكيان الاتحادي، ويختص المجلس التنفيذي بتوفير المرافق العامة وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي في إمارة أبوظبي،ومعاونة الحاكم على أداء مهامه وممارسة سلطاته.
• وفي مايو 1976م عين سموه نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة في أعقاب القرار التاريخي الذي اتخذه المجلس الأعلى للاتحاد بدمج جميع القوات المسلحة للإمارات تحت قيادة واحدة وعلم واحد.
• ويرأس سموه مجلس إدارة صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي . يختص هذا الصندوق بتقديم القروض والمساعدات لكافة الدول العربية والصديقة لتحقيق أهداف التنمية فيها.
• كما يرأس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار.
• ومثل دولة الإمارات العربية المتحدة لعدة سنوات في مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع الحربي.
لقد أنجز سموه ، خلال فترة قياسية قصيرة ، دوراً كبيرا في بناء القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة وتزويدها بأسلحة العصر و المعدات المتطورة ، وتدريب الأفراد وفقا لأحدث الأساليب للقيام بدورهم في الدفاع عن تراب الوطن ، وتأمين حدوده،وحماية منجزاته الضخمة.
للشيخ خليفة بن زايد ولدان هما الشيخ سلطان بن خليفة ، ومحمد بن خليفة. يرأس الشيخ سلطان ديوان ولي العهد بالإضافة إلى عضويته في المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. ومن خلال هذا الموقع فإن الشيخ سلطان يكلف بكثير من المهام الخاصة بعملية التنمية الاقتصادية ل أبو ظبي . أما الشيخ محمد بن خليفة فإن دوره هو الإشراف على الكثير من المؤسسات ذات الطابع الفكري والتعليمي،ومنها جائزة الشيخ خليفة للمعلم وجائزة الجودة وغيرها من الأنشطة المتصلة بهذا الجانب.