banner
under-banner
list
ad ad3 ad4
ارسل مشاركتك المقــال القصة والكتب لقاءات الشعراء الشعر الفصيح الشعر النبطي الخواطر الرئيسة

هي عنواننا .. منى آل بشر

 

 

    أصبحت تشغل عقول الكثيرين، أصبحت عنواناَ للإنسان في وقتنا الحالي، حلقة مغلقة يدور فيها الكثير من الناس ولا يعرفون أين هو درب الخلاص!  فالكل أصبح يتساءل ما هي مكانتك الاجتماعية؟ أي ما هو شأنك في هذا المجتمع وهذا العالم الذي تعيش فيه؟ فكيف يحدد الإنسان مكانته؟ في رأيي هناك معايير كثيرة تحدد مكانه الإنسان الاجتماعية في الحياة وأهمها: الخُلق، العلم، العمل و المال. وتتفاوت أهمية هذه المعايير وفقا لما ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله وأيضا وفقا لما يعتمد عليه تفكير الفرد والمجتمع.

    لقد قمت بتصنيف هذه المعايير فأهمها في رأيي هو الخُلق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن الله اختار لكم الإسلام ديناَ فأكرموه بحسن الخُلق والسخاء فإنه لا يكمل إلا بهما". يوضح لنا هذا الحديث أهمية الخُلق فهو يعتبر جزءا مكملا للإسلام والمجتمع، فالإنسان بطبيعته يميل إلى الشخص الذي يكون لين المعشر، حسن الكلام والملافظ، كريم النفس ومتواضعا وجاء التأكيد على هذا القول في قوله صلى الله عليه وسلم:" أحبكم إلي أحسنكم أخلاقاَ ...".

    ومن ثم يأتي في المرتبة الثانية من الأهمية العلم. فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير)) فالعلم سلاح يقاتل الإنسان الحياة والمجتمع به،  حيث انه قد يصل به إلى أعلى المقامات أو يهبط به إلى أدناها فالعلم ليس بكميته أو بمقدار حفظه وإنما بفهمه وتطبيقه. وفي رأيي فٌإن العلم يحتل المرتبة الثانية من الأهمية لأنه سلاح ذو حدين فهو قد يشعل لهيب الجشع والغرور في النفوس حينما ينسى الإنسان أخلاقه ولهذا فقد قدمنا الخُلق على العلم في تحديد مكانة الإنسان وشخصه.

    أما العمل فهو تطبيق لهذا العلم لذلك فإنه يأتي بعده في الأهمية فالإنسان يظهر علمه للناس من خلال عمله الذي يقوم به، حيث أن العمل هو الرؤية الواقعية للعلم. وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل فقال:

" من بات كالاَ من عمل يده بات مغفورا له" كما أوصى بإتقان العمل في قوله صلى الله عليه وسلم:" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاَ أن يتقنه". من خلال واقع عيشنا نرى صوراً كثيرة للأعمال منها المفيدة ومنها المدمرة فليس كل من يعمل متعلما ومقدراٌ لأهمية الشيء الذي يقوم به.

    المال أيضاَ من المعايير المهمة في تحديد المكانة الاجتماعية ولكن من وجه نظري أرى أنه أبخسها حيث انه غير ثابت، كثير التغيير ولا يبقى على حال والدليل على ذلك قوله تعالى: (( وقالَ لهمْ نبيهم إنَّ الله قد بعثَ لكم طالوتَ ملكاَ قالوا أنّى يكون له الملكُ علينا ونحن أحقُ بالملك منه ولم يؤتَ سعةَ منَ المال قال إن الله اصطفاهُ عليكم وزاده بسطةَ في العلم والجسم يؤتى ملكهُ من يشاءُ والله واسعٌ عليم)). لذلك لا نستطيع تحديد هوية وشأن شخص فقط من خلال مقدار المال الذي يملكه فالذي يملكه اليوم قد لا يملكه غداً، َولا نفعَ لمال دون خُلق وعلم وعمل، فكيف سيرقى به إن لم يجد من يكن له يحادثه ويتعامل معه، فكيف سيرقى به إذا لم يكن على علم ودراية بكيفية العمل به.

    في الختام، أحب أن أبين أن كل هذه المعايير وعلى الرغم من اختلاف وتفاوت درجة أهميتها إلا أنها مكمله لبعضها، فهي التي تحدد وتعين مركز الإنسان وهويته في هذه الحياة. ومهما تناسينا أحدها فلابد لنا من الرجوع إليه يوماَ ما لأن الحياة تتطلب منا هذا الرجوع.