![]() |
---|
![]() |
![]() |
![]() |
---|
أصدقاء ولكن .. إيمان عبدالرحمن |
بالأمس.. كانوا معك.. حولك أينما كنت... وهبتهم قلبك.. حبك.. أسقيتهم مشاعر صادقة.. نقية.. كنت تعطيهم بإخلاص.. دون تردد.. رغم إنك لم تحصل على شيء منهم.. سوى القليل.. هم أصدقاؤك.. الذين كانوا يوماً معك.. كنت تحبهم و تتواصل معهم.. رغم انقطاعهم عنك.. لأنك كنت تلتمس لهم.. سبعين عذراً.. بل ربما أكثر..
ولكن.. فجأة.. انقطعت عنهم.. لسببٍ من الأسباب.. و انقطعوا هم.. لا تواصل.. لا سؤال.. و لا اتصال..
و مر وقت طويل.. كان كفيلاً بأن يجعلهم جزءاً من ماضي لن يعود.. لم تعد تشعر بالحب تجاههم كما في السابق.. مات إحساسك تجاههم.. و هم.. جاؤوا يتقربون إليك.. و يسألون عنك.. كلما لاقوك صدفةً فقط.. أو حين يريدونك في خدمة.. ينتظرون منك ذلك العطاء اللامتناهي.. فأنت لم تخذلهم يوماً..
و انت.. عدت لتعطيهم.. و لكن.. هذه المرة.. كان عطاؤك مختلفاً.. فهو يخلو من الإحساس.. تعطيهم كما تعطي عامة الناس.. فقط لوجه الله.. فلا معنى لوجودهم في حياتك.. ليس بعد الأن.. تلاشى شعورك تجاههم.. بل أحياناً.. تفضل لو أنهم ليسوا حولك.. لو يرحلون.. يتركوك و شأنك.. لتبقى مع ذكرياتك الجميلة.. التي جمعتك بهم يوماً.. نعم.. سيكون ذلك أفضل.. أفضل من تكون معهم.. دون أن يتواصلوا معك.. إلا صدفة.. أنت لا تستطيع إكمال الطريق معهم.. فقد تعودت على المصداقية في علاقاتك مع الآخرين.. تشعر بأنك تكذب عليهم.. حين تلبي طلباتهم كما تفعل مع عامة الناس.. ليس لأنهم أصدقاؤك.. فتلك الصداقة التي جمعتك بهم يوماً.. ماتت في أعماقك... ما الذي يحدث الآن؟؟ هم هناك.. معاً.. في مكان ما.. بعيداً عنك.. جمعتهم الظروف.. و ذات الظروف.. أبعدتهم عنك.. يالسخرية الظروف! أمرٌ مثيرُ للسخرية حقاً.. الآن.. أنت هنا.. وحدك.. بعيداً عنهم.. بعد أن أصبحوا مجرد ماضٍ بالنسبة إليك.. لم تعد تلاقيهم.. و حين يرونك صدفة.. يبادرونك بالتحية.. و بعبارة يلصقونها عليك .. "اشتقنا إليك" و لا تستطيع الرد عليهم.. فأنت لا تصدقهم.. و لم تعد تشتاقهم.. فتبتسم بمرارة.. بل في الواقع.. أنت تبتسم بسخرية.. لأنك تعلم.. أن ما قالوه للتو.. مجرد كلمة فارغة.. خرجت من أفواههم.. في صدفة عابرة.. حدثت بينك و بينهم.. حتى الألم لم تعد تشعر به.. انتهى كل ما يربطك بهم.. و لم يبقَ سوى الواجب.. أنت فقط تؤدي واجبك نحوهم.. دون إحساس.. لأنهم مازالوا يعتبرونك "صديقهم"..
شيءً مؤسف حقاً.. أن تتلاشى جمالية الصداقة.. ومصداقيتها.. و تبقى أنت وحيداً.. تعاود حساباتك من جديد.. لتقنع نفسك.. بأن السنين الأخيرة التي مضت من عمرك.. كانت مع أصدقاء يستحقون.. و لكن.. يذهب جهدك هباء.. حين تتوصل إلى نتيجة واحدة.. طوال تلك السنين التي مضت.. كنت أنت حلقة الوصل.. بمشاعرك نحوهم.. و الآن.. حين ماتت تلك المشاعر.. تكتشف.. أن علاقتك بهم.. لم تكن سوى.. أنت! |