كان الوقت مساء عندما كانت عيني تتنقل من كتاب إلى آخر في المكتبة باحثا عن شيء مميز بين الأرفف، وفجأة لمحت رواية شيكاجو بجانب سابقتها رواية عمارة يعقوبيان الشهيره، فقررت فجأة السفر إلى شيكاجو بلا تأشيرة وبلا تردد.

قرأت لكم (رواية شيكاجو)
تدور أحداث الرواية في مدينة شيكاجو الأمريكية، وتحديدا في جامعة الينوي والتي يدرس بها طلبة مصريون مبتعثين للدراسة.

شخصيات الرواية

الأساتذة في جامعة الينوي:

دكتور بيل فريدمان رئيس القسم

 رأفت ثابت ، أمريكي من أصل مصري، أستولت الحكومة المصرية على أموال والده في الستينات،فهاجر كارها وطنه ، متزوج من أمريكية اسمها ميتشيل، يحاول أن يكون أمريكياً في كل شي ويعتقد أنه هرب من الظلم إلى الحرية، لديه ابنه اسمها سارة تصادق رجلا اسمه جيف سرعان ما يغرقها في مستنقع الإدمان وربما أكثر .

محمد صلاح متزوج من أمريكية اسمها كريس، أصبح يعاني من برود عاطفي تجاه زوجته، عندما كان شابا في مصر أحب فتاة مناضله اسمها زينب رضوان والتي عيرته بأنه مجرد جبان هرب من مصر ولكنه أراد أن يثبت لها العكس بعد ثلاثين سنة عندما قرر أن يلقى خطابا قويا أمام الرئيس فهل يجرؤ؟ .

أستاذ الاحصاء : جون جراهام، أستاذ من جيل حرب فيتنام، مازال يحمل أفكاراً ثورية تجاه السلطة في أمريكا ولديه صديقة سمراء تعيش معه  اسمها كارول ومعها ابنها مارك، ولكونها سمراء لم تعطى فرصة عمل مناسبة حتى تعرفت على فرناندو.

جورج مايكل الذي لايحب العمل مع الطلبة العرب وهو عنصري تجاه أي شي غير أبيض.

 دنيس بيكر من أعظم المحاضرين والباحثين في الجامعة وقد أشرف على العديد من رسائل الماجستير  والدكتوراه للطلبة العرب ، إلا أن الطالب أحمد دنانه كان بالنسبة له شخصية جديدة جدا.

كرم دوس جراح كبير ، جاوز الستين ولم يتزوج، استبعد من قسم الجراحه في مصر فقط لأنه قبطي فقرر الهجرة إلى أمريكا وبعد ثلاثين سنه من النجاح كجراح يفاجأ بطلب من السلطات في مصر بأن يجري عملية جراحية مستعجلة لنفس الشخص الذي كان سبب مغادرته وطنه فهل يقبل علاجه؟

الطلبة المبتعثيين من مصر لدراسة الهيستولوجي وهم أبطال الرواية:

طارق حسيب طالب مجتهد، حاصل على تقدير امتياز ومن المتفوقيين في الدراسة ابن اللواء عبدالقادر حسيب مساعد مدير أمن القاهرة لذلك يجد صعوبة في مجرد التفكير في الارتباط بشيماء محمدي.

شيماء محمدي، انتقلت من طنطا إلى شيكاجو، فتاة ريفية ذكية،  تدرس في كلية الطب، تجاوزت الثلاثين، متوسطة الجمال، بريئة، لاتتقن التعبير عن أنوثتها أو لنقل لم تكن تتقن.

أحمد دنانه عميل مباحث ، رئيس اتحاد الدارسين المصريين، يعد للدكتوراه في الهيستولوجي، يبتز والد زوجته مروة نوفل ماليا .

مروة نوفل، زوجة أحمد دنانه وبنت التاجر الثري الحاج نوفل ، امرأة جميلة ظلت تحلم بالفارس الوسيم حتى وصلت لسن 29 وعندما تأخر الفارس، تزوجت من أحمد على أمل أن الحب يولد بعد الزواج.

ناجي عبد الصمد طالب مجتهد يحب الشعر ويكره الفساد والفقر والبطالة ويجاهر بذلك أمام الجميع. لكنه غارق في ملذاته.

صفوت شاكر مسئول المخابرات في السفارة المصرية والتي ستعمل عنده مروة نوفل فقط لتثبت دناءة زوجها والتي لم تكن لتحتاج الى إثبات .

باختصار :

شيكاجو رواية جميلة ببراعة كاتبها الدكتور علاء الاسواني، فهي تنقلك من مشهد إلى اخر بسلاسة وبتشويق، وهي تصور التناقضات التي يعيشها الشعب المصري بأطيافه، المسلم والقبطي، الفقير والغني، الثوري والانتهازي، حتى أن تلك التناقضات والأوجاع لم تختلف كثيرا عن الجيلين المذكورين في القصة، فجيل الستينات لم يجد السعادة في العلم والمنصب بدليل أن أحدهم مات منتحرا والأخر فقد أسرته، أما الشباب فقد ضلوا السبيل، فالثوري أحب يهودية، والريفية لم تحافظ على مبادئها وقيمها، ولم يجد كلا الجيلين تلك السعادة في وهم الغربة. بقى أن أذكر أن العديد من الكتاب مؤخرا، يحاولون عن قصد أو غير قصد أظهار الشخص المسلم الملتزم كشخص يعاني من انفصام بين روحه وجسده، فهو يبحث عن ملذاته دائما إلا أنه قبل أن ينام يحرص على ترديد دعاء النوم !