رسالة من الرئيس
عائلة جامعة زايد الأعزاء،
لكل جامعة عظيمة قصتها التي تبرز رؤيتها وتُمثل أساس كل إنجازاتها وجوهر طموحاتها. وهذه قصة جامعة زايد التي بدأت منذ عام 1998، وانبثقت من رؤى وتطلعات والدنا المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأبنائه وبناته شباب الإمارات. حُلم امتد إلى ما وراء جدران الفصول وصفحات الكتب الدراسية، ليكون التفوق الأكاديمي مجرد البداية. فتصوّر والدنا مستقبلًا كان فيه التعلم والتميز عماداً لإعداد وبناء قادة متمسكين بالقيم والثقافة الإماراتية، مؤهلين بالابتكار والريادة في شتى مجالات العلم وميادين المعرفة العالمية.
وبعد خمسة وعشرين عامًا وتخرج أكثر من 30 ألف طالباً، تقف هذه الجامعة دليلاً على رؤية سموه الاستشرافية الثاقبة، وقدرة شباب الإمارات على تكريم هذا الإرث وحمله بكل فخر. تُعد جامعة زايد مركزاً للطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين المتميزين، حيث يأتي كلاً منهم حاملاً شغفه وتجربته الفريدة وفضوله العلمي العميق، ليصبح رمزاً للعطاء المثمر والإنجاز الفعّال والتعلّم المستمر، تابعاً لخطى ورؤى قيادة هذا الوطن الغالي.
وخلال مسيرة الجامعة التطويرية وخطواتها الواسعة في تأدية رسالتها السامية، واجهت الجامعة بعض التحديات التي كان لكل واحدة منها دور حاسم في تحقيق التقدم، وتعلّم المرونة والقدرة على التكيّف، بل وأصبحت هذه التحديات دروساً في بناء قادة المستقبل، وإثارة الأفكار التحويلية، وتوسيع بصمتنا الأكاديمية على المستوى المحلي والعالمي. والآن، نحن لا نسلك الطُرُق فحسب، بل نرسمها، لنخلق نموذجاً مطوراً يشكل خارطة مستقبل التعليم.
اليوم، نحن ملتزمون بمهمتنا في تكوين مجتمع تعليمي مبتكر وريادي يسعى لتحقيق التميز الأكاديمي والبحثي، من خلال تطوير القادة المبدعين ورواد التقدم المتمسكين بقيم دولتنا الغالية، لتحقيق ريادة الفكر والتأثير العالمي. كما نسعى لخلق بيئة متطورة يسودها الشغف بالمعرفة والابتكار، مدفوعة بالتنمية الذاتية المستمرة، لخلق جيل متأهب لمواجهة التحديات المستقبلية يتبوأ نواحي المعرفة والعلوم في شتى فروعها ومجالاتها.
كل إنجاز في هذا الصرح التعليمي الجليل، هو استمرار لهذه القصة، وفصل في الكتاب التأسيسي لرؤية أحياها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. هي رواية يتم إثراؤها بالعمل الجماعي لمجتمعنا بأكمله: الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، والخريجين، والشركاء، والداعمين. ومع كل خريج وخريجة، تتبلور شخصية قيادية جديدة، مستعدة لأخذ دورها الأساسي في رواية اسمها "الإمارات".
مع خالص الامتنان والفخر،