جامعة زايد تنظم حملة للتوعية ودعم طلبتها ممن يعانون صعوبات في التعلم

22 Mar 2019

تحت شعار "العقول العظيمة تفكر بشكل مختلف"، نظمت إدارة التسهيلات الطلابية بجامعة زايد، في كل من حرميها بأبوظبي ودبي، حملة توعية حول "صعوبات التعلم" بهدف التأكيد على أهمية خضوع كل طالب أو طالبة لاختبار ذاتي للتحقق من وجود (أو عدم وجود) أي نوع من صعوبات التعلم التي قد تؤثر على تمام تحصيلهم العلمي.

وتصدرت صور عدد من العظماء ومشاهير الفكر والعلم والأدب والفن والسياسة في العالم المعرض الذي أقيم لهذا الغرض في الساحة المركزية بكلا حرمي الجامعة لتثير دهشة الطلبة من أنهم وغيرهم من المشاهير تعرضوا في مراحلهم المدرسية الأولى لصعوبات في التعلم ولكنهم صمدوا وتغلبوا عليهم واستمروا في رحلة النبوغ والتميز وإثارة إعجاب العالم بإنجازاتهم التاريخية.

من هؤلاء، على سبيل المثال، العالِم توماس إديسون والمخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ والنجمة السينمائية جنيفر أنيستون الذين ولدوا وهم مصابون بعسر القراءة، والعالِم ألبرت أينشتاين والمطربة "شير" اللذان كانا يعانيان من خلل (الحساب) النفسي، وعلامته الضعف في الحساب والرياضيات، والعديد من المشاهير الآخرين الذين عانوا يوماً من إحدى صعوبات التعلم.  

واستهدف الشعار الذي رفعته الحملة لفت انتباه الطلبة إلى أهمية نفي المعتقدات السلبية التي استقرت في أذهان البعض بأن الشخص الذي يعاني صعوبة ما في التعلم هو شخص مختل وظيفياً في المجتمع.

وتضمنت الحملة عدداً من ورش العمل التي شرحت مختلف متلازمات صعوبات التعلم والطرق والمقاربات المختلفة التي يمكن سلوكها للتغلب على العوائق الناجمة عنها.

وقالت فاطمة القاسمي مديرة إدارة التسهيلات بجامعة زايد إن (105) من طلبة الجامعة مقابل (90) في العام الماضي يعانون بشكل أو آخر من إحدى صعوبات التعلم مثل "عسر القراءة" و"فرط النشاط مع ضعف الانتباه" و"خلل الحساب النفسي" و"خلل الأداء" و "خلل الكتابة" وبعض مشاكل الذاكرة.

وقد سعت الحملة إلى إرشاد طلبة الجامعة إلى الأعراض التي تدل على الإصابة بأي حالة وتبصيرهم بضرورة المعالجة المبكرة لأي نوع من الصعوبات التي قد يواجهونها أثناء تعلمهم.  

وأضافت القاسمي أن الحملة استهدفت أيضاً توعية أعضاء هيئة التدريس بتنامي حجم المشكلة حول المشكلة وضرورة أن يكونوا منفتحين في التعامل مع الطلبة خلال الصفوف الدراسية  والامتحانات، مشيرة إلى أن "بعض الأساتذة يحتاجون إلى فهم أن بعض طلبتهم في فصل الرياضيات مثلاً ممن يعانون عسر القراءة أو صعوبات في الكتابة، قد يستطيعون الإجابة عن الامتحان شفهياً بشكل منفصل.. هذه الأمور الصغيرة مهمة، ولها تأثير كبير على حياتهم ".

وقالت: "علاوة على ذلك، قامت الجامعة ببناء جسور من التواصل مع مختلف أماكن العمل، حيث تم تكليف أخصائيين من إدارة التسهيلات الطلابية بالجامعة لمساعدة الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم في أعمالهم طوال المرحلة الأولية في مكان العمل بعد تخرجهم، كما تقدم الإدارة تدريباً لجهات العمل التي ترغب في تسجيل طلبة الدراسات العليا من العاملين لديها ممن يعانون من صعوبة في التعلم .. وعلاوة على ذلك نوفر للطلبة الذين يعانون صعوبات التعلم الوسائل اللازمة لمساعدتهم في الدرس والتحصيل العلمي أثناء الدراسة بالجامعة، وبعد تخرجهم نبقى على تواصل معهم ونوفر الأدوات التي تساعدهم في رحلاتهم المهنية. إننا نهتم بهم في جميع أحوالهم".

وقالت مارجوري دانيال، أخصائية صعوبات التعلم بالجامعة: "إننا نوضح دائماً للطالب أو الطالبة أنه بغض النظر عن الصعوبات التي تواجهها فإنه لا تزال موضع اهتمام المجتمع، وفي يوم ما يمكنك أن تصبح عظيمًا.. انظر إلى مصمم الأزياء العالمي فائق الموهبة العديد من ورش العمل التي أوضحت أنواعًا مختلفة من متلازمات صعوبة التعلم والمناهج المختلفة المستخدمة للتغلب على هذه العقبات ألكساندر، على سبيل المثال، فقد كان يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، الذي يجعل من الصعب على الشخص الانتباه والتحكم في السلوكيات الاندفاعية. وقد اعتاد أن يتذكر الأشياء في المدرسة من خلال رسم ثوب يرمز إلى كل مادة من المواد الدراسية التي يتعلمها، وقد مكنه ذلك من اكتشاف وتطوير موهبته في تصميم الأزياء! "

وأضافت: من الأهمية بمكان أن نلاحظ أن كل طلبة جامعة زايد ينالون شهادات تخرجهم بعد رحلة طويلة من العمل الشاق وسهر الليالي خلال العمل الشاق وليالٍ بلا نوم، ولا يمكننا تبديل المناهج الدراسية التي يدرسها الطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم، ولكن نُحدِث التغيير التغيير في طريقة التعليم والتعلم.

واستطردت: هناك أيضًا تحدٍ آخر في الطريقة التي تتعامل بها إدارة التسهيلات الطلابية مع صعوبات تعلم الطلبة، فنحن لا يمكننا ببساطة توحيد آلية للتعامل مع أولئك الذين يعانون من خلل في الحساب، على سبيل المثال، لأن كل شخص يمثل حالة فريدة. علاوة على ذلك، فإننا لا نستطيع أن نقَدِّر كيف كانت بيئات التعلم السابقة في المدرسة تتعامل معهم، فبعض المدارس تولي اهتماماً للطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم، في حين يتجاهل بعضها الآخر حقيقة أن هؤلاء الطلبة سيتغلبون يوماً ما على العوائق التي تقف في طريقهم.  

من زاوية أخرى، قالت مهجة إبراهيم الأخصائية في الإدارة إن بعض هؤلاء يكتشفون ما يعانونه من صعوبات في التعلم عندما يلجؤون إلينا راغبين في الخضوع لعدد من الاختبارات والفحوص ذات الصلة. وقد تبنت الجامعة العديد من السبل التكنولوجية المتطورة التي أفادت هؤلاء الطلبة بدرجة كبيرة وعززت مستوى مشاركتهم. وتم اختبار ونشر العديد من المخططات الإلكترونية والرسوم البيانية الإلكترونية لتدوين أنواع صعوبات التعلم والتطبيقات المفضلة التي يمكن أن يستخدمها الطالب أو الطالبة، والتي تصلح للاستخدام بكلا نظامي "أندرويد" أو "آي أو إس".


Zayed University Zayed University
لغة الإشارة