The Institute for Islamic World Studies
04 May 2013مثل معهد دراسات العالم الإسلامي بجامعة زايد، من خلال رسالته الأكاديمية والبحثية، جسراً للتواصل الثقافي والحضاري داخل دولة الإمارات وفي المنطقة، حيث إنه يتفاعل مع الظروف المعاصرة المحلية والإقليمية والعالمية، ويعتمد على أجندة بحثية رصينة تساير عجلة التحديث المستمر، كما يساعد على تقديم التراث الإسلامي بصورة تتناسب مع تحديات القرن الحادي والعشرين .
وأطلقت جامعة زايد، مؤخراً، من خلال المعهد برنامجين جديدين للماجستير التنفيذي في دراسات المرأة المسلمة وماجستير في مقارنة الأديان، حيث تم فتح باب التسجيل اعتباراً من 12 إبريل/ نيسان الماضي، ويستمر حتى نهاية مايو/ أيار الحالي، على أن تبدأ الدراسة في سبتمبر/ أيلول المقبل، وذلك في إطار حرصها على مواكبة العصر والتوافق مع معطياته الحديثة، وتجسيداً لجانب من هويتنا الإسلامية والعربية .
قال الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد، إن برامج الدراسات العليا في الجامعة تهتم بتطوير المفاهيم وتعزيز الوعي الثقافي، إلى جانب المساقات الدراسية المتخصصة لتحقيق التكامل العلمي والمعرفي في خبرات الطلبة، حيث تهدف تلك البرامج إلى تأهيل الطلاب علمياً وعملياً لتحقيق “التميز الريادي” وهو أحد العناصر التي تشكل جانباً من فلسفة عمل الجامعة التي تسعى إلى إكسابه لطلبتها .
وأوضح الجاسم أن طرح التخصصات والدرجات العلمية يأتي في إطار استراتيجية الجامعة الأكاديمية التي ترتبط مساقاتها باهتمامات المجتمع وحاجات أسواق العمل في قطاعاته المختلفة، حيث ينبغي مواكبتها من خلال برامج تعليمية متطورة تتسم بالحداثة وتضيف مهارات جديدة للخريجين تسهم في رفع مستوى الأداء العملي في المؤسسات والتخصصات المعنية، مؤكداً أنها تسعى بمصداقية لكي تكون مرموقة تتبنى برامج ومناهج تعكس التميز وتحرص على التقدم .
فيما أكد الدكتور نصر عارف المدير التنفيذي لمعهد دراسات العالم الإسلامي التابع لجامعة زايد، أن الهدف من تأسيس المعهد في العام الدراسي 2010-2011 هو تقديم نموذج إسلامي عالمي برؤية عصرية تحافظ على الثوابت وتتوافق مع المستجدات، مشيراً إلى أنه يسعى لأن يكون مركزاً فكرياً متميزاً يقود إلى تجديد مناهج ونظريات البحث والتدرب في مختلف العلوم الإسلامية، إضافة إلى الاستفادة من مناهج العلوم الاجتماعية الحديثة لدراسة المجتمعات الإسلامية، ويتم ذلك من خلال تقديم درجات علمية مبتكرة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه وتنظيم المؤتمرات والندوات وإنتاج أبحاث علمية معمقة تلتزم بقواعد المنهج العلمي الحديث وتعالج المشكلات الحقيقية التي يواجهها العالم الإسلامي على مستوى الفكر والممارسات .
وأشار عارف إلى أن عدد البرامج المطروحة من خلال المعهد وصل اليوم إلى 7 برامج للماجستير بعد إضافة البرنامجين الأخيرين في دراسات المرأة المسلمة وماجستير في مقارنة الأديان، حيث نفذ 5 برامج في العام الماضي تشمل الدراسات القضائية والإسلامية المعاصرة، ودراسات العالم الإسلامي، والاقتصاد الإسلامي، وإدارة الثروات، والدراسات الوقفية، مشيراً إلى أن أهداف برامج الماجستير تتضمن تعزيز القراءة النقدية الموضوعية لأهم العلوم والمعارف الإسلامية التي تشكل وعي الإنسان المعاصر، وذلك لتكوين متخصصين في الدراسات الإسلامية، قادرين على التفاعل مع المتغيرات المعاصرة على نحو إيجابي، ولديهم وعي عميق للقضايا والاتجاهات المعاصرة في العالم الإسلامي وفي الدولة على وجه الخصوص .
فهم الواقع
وقال إن برنامج الماجستير في “الدراسات الإسلامية المعاصرة” يقدم الدراسات الإسلامية بطريقة تربط بينها وبين العلوم الإنسانية والاجتماعية، بما يمكن الدارسين من فهم الواقع والتعامل معه بصورة صحيحة تحقق أهداف الإسلام فيه، ويستهدف البرنامج العاملين في قطاع التعليم والمراكز البحثية والإعلام والهيئات الحكومية المتعلقة بالفكر الإسلامي والأكاديميين الراغبين في إكمال درجة الدكتوراه، فيما يركز ماجستير “الدراسات الوقفية” على الدراسات المتعلقة بالأوقاف انطلاقاً من أن الوقف في تاريخ الحضارة الإسلامية يساوي مفهوم المجتمع المدني في العالم المعاصر، ويهدف إلى تقديم كل ما يتعلق بالوقف كفكر ونظام قانوني وإداري واستثمار اقتصادي وأساليب معنية بالحوكمة للدارسين من العرب والمسلمين، وتنبع فكرة ماجستير “دراسات العالم الإسلامي” من أن العالم الآن، خاصة الغرب، اعتاد التعامل مع العالم الإسلامي بشكل مجزأ إلى سبعة أجزاء، منها شمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا وهكذا، بينما الواقع الحديث خصوصاً في المشكلات التي ظهرت اليوم كالإرهاب وغيرها أظهر الحاجة إلى دراسة العالم الإسلامي ككتلة واحدة مركزاً على الأمور المشتركة بينه في التاريخ المعاصر والأزمات التي يواجهها وعلاقته بالآخر، وجميعها متشابهة ومشتركة تستوجب منا النظر إليها ككتلة واحدة، ويقدم ماجستير “التمويل الإسلامي وإدارة الثروات” رؤية فلسفية جديدة للاقتصاد الإسلامي كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة للبشر، حيث إنه يربط الإنتاج بالاستهلاك .
قضايا المرأة
وأشار نصر إلى أن برنامج الماجستير الجديد الذي سيدشن في سبتمبر/ أيلول المقبل بعنوان “ماجستير الآداب في دراسات المرأة المسلمة” قد تم تصميمه انطلاقاً من الاهتمام بالدور المحوري الذي يقوم به المعهد في خدمة الإسلام والحاجة المتنامية لبحوث ودراسات تتناول قضايا المرأة في العالم العربي والإسلامي وبلورة فكر وسطي يساعد على النهوض بالمرأة ويمكنها من الارتقاء بمكانتها التي خولها لها الإسلام، فيما طُرِح الماجستير الجديد الآخر وهو “ماجستير الآداب في مقارنة الأديان” للطلبة الراغبين في تعميق معارفهم بالأديان الرئيسة في العالم وبتشابك العلاقات بينها .
وأكد نصر عارف أن برامج الماجستير الخمسة التي تدرّس حالياً تستقطب عدداً كبيراً من الدارسين بلغ 350 طالباً وطالبة يدرسون حالياً في مقري الجامعة في أبوظبي ودبي، مشيراً إلى أن مدة كل برنامج هي عام دراسي ونصف العام (ثلاثة فصول دراسية) يدرس الطالب خلالها المساق باللغة التي يختارها (العربية أو الإنجليزية)، موضحاً أن إجادة اللغة الإنجليزية ليست شرطاً للالتحاق بهذه البرامج، لكنها شرطاً للتخرج .
وأوضح أن المعهد نظم في منتصف شهر إبريل/ نيسان الماضي مؤتمره الأول حول حالة العلوم الإسلامية والاجتماعية والإنسانية ومنهجية تجديدها، شارك فيه 20 متحدثاً من بينهم متحدثون من كندا وسنغافورة وتركيا وجامعة زايد وهيئات في المغرب ومصر والسعودية .